منتديات فلسطين في القلب
¨°•√♥ منتديات¨°•√♥"
¨°•√♥ فلسطين في القلب ¨°•√♥"
ياهلا وسهلا بكم في ّّّ
نتمني قضاء وقت ممتع في رحاب هذا الصرح المتواضع ..
فأهلا وسهلا بكم
¨°•√♥ فلسطين في القلب ¨°•√♥"


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فلسطين في القلب
¨°•√♥ منتديات¨°•√♥"
¨°•√♥ فلسطين في القلب ¨°•√♥"
ياهلا وسهلا بكم في ّّّ
نتمني قضاء وقت ممتع في رحاب هذا الصرح المتواضع ..
فأهلا وسهلا بكم
¨°•√♥ فلسطين في القلب ¨°•√♥"
منتديات فلسطين في القلب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا Empty الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا

مُساهمة من طرف نسيم الفجر 03/11/07, 12:15 pm

[
وفجأة اختلطت عليه الأمور وتشابكت الأسماء: الحليصا، وادي رشميا ، البرج ، المدينة القديمة ، وادي النسناس، شعر أنه ضائع تماما ، وأنه فقد وجهة سيره . كان القصف قد اشتد ، ورغم انه كان بعيدا بعض الشيء عن مراكز الإطلاق إلا أنه استطاع أن يميز جنودا بريطانيين يسدون بعض المنافذ ويفتحون منافذ أخرى .

ويبدو أنه ، بصورة ما ، وجد نفسه في المدينة القديمة ، ومنها اندفع كأنما بقوة لا يعرفها ، نحو جنوب شارع ستانتون ، وكان يعرف الآن أنه يبعد أقل من مئتي متر عن شارع الحلحول ، وبدأ يشم رائحة البحر.

وعندها فقط تذكر " خلدون " الصغير ، ابنه الذي اتم في ذلك اليوم بالذات شهره الخامس ، وانتابه فجأه قلق غامض . ذلك هو الشيء الوحيد الذي ما زال يحس بطعمه تحت لسانه ، حتى في هذه اللحظات التي تبعد عشرين سنة عن المرة الأولى التي حدث فيها ذلك .

هل كان يتوقع تلك الفجيعة ؟ الأمور هنا تختلط . الماضي يتداخل مع الحاضر ، وهما يتداخلان مع أفكار وأوهام وتخيلات ومشاعر عشرين سنة لاحقة ، هل كان يعرف ؟ هل أحس ذلك الشيء الفاجع قبل أن يحدث ؟ أحيانا يقول لنفسه " بلى ، عرفت ذلك قبل أن يحدث " وأحيانا أخرى يقول لنفسه : " لا. أنا أتصور ذلك بعد أن حدث ، لم يكن من المتوقع أن أتوقع شيئأ مروعا من ذلك النوع " .

كان المساء قد بدأ يخيم على المدينة ، ليس يدري كم من الساعات أمضى وهو يركض في شوارعها ، مرتدا عن شارع الى شارع ، أما الآن فقد بات واضحا أنهم يدفعونه نحو الميناء ، فقد كانت الأزقة المتفرعة عن الشارع الرئيسي مغلقة تماما ، وكان إذ يحاول الاندفاع في أثرها ليتدبر أمر عودته الى بيته ، يزجرونه بعنف ، واحيانا بفوهات البنادق وأحيانا بحرابها.

كانت السماء نارا تتدفق بأصوات رصاص وقنابل وقصف بعيد وقريب ، وكأنما هذه الأصوات نفسها كانت تدفعهم نحو الميناء . ورغم أنه كان غير قادر على التركيز على أيما أمر معين ، إلا أنه رأى كيف بدأ الزحام يتكاثف مع كل خطوة . كان الناس يتدفقون من الشوارع الفرعية نحو ذلك الشارع الرئيسي المتجه الى الميناء ، رجالا ونساء وأطفالا ، يحملون أشياء صغيره أو لا يحملون ، يبكون أو يسبحون داخل ذلك الذهول الصارخ بصمت كسيح . وضاع بين أمواج البشر المتدفقه وفقد القدرة على التحكم بخطواته . إنه ما يزال يذكر كيف أنه كان يتجه نحو البحر وكأنه محمول وسط الزحام الباكي، المذهول ، غير قادر على التفكير في أي شيءء، وفي رأسه كان ثمة صورة واحده معلقة كأنما على جدار: زوجته صفية وابنه خلدون .

لقد مضت اللحظات بطيئة وقاسية وتبدو الآن مجرد كابوس ثقيل لا يصدق. اجتاز البوابة الحديدية للميناء حيث كان جنود بريطانيون يزجرون الناس، ومن هناك رأى أكوام البشر تتساقط فوق الزوارق الصغيرة المنتظرة في الماء قرب الرصيف ، ودون أن يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل ، قرر ألا يصل الى الزوارق وفجأة –كمن أصيب بالجنون ، او كمن عاد اليه عقله دفعة واحدة بعد جنون طويل – استدار وسط الزحام ، وأخذ يدافعه محاولا بكل ما فيه من قوة مستنزفة أن يشق طريقة وسطه ، عكسه ، نحو البوابة الحديدية .

مثل من يسبح ضد سيل هادر ينحدر من جبل شديد العلو أخذ سعيد يشق طريقة بكتفيه وذراعية وساقيه ورأسه . يجره التيار خطوات الى الوراء فيعود ويتقدم مندفعا بشيء من الوحشية مثل حيوان طريد يشق طريقا مستحيلا في دغل كثيف متشابك . وفوقه كان الدخان والعويل ودوي القنابل وزخات الرصاص تمتزج أصواتها بالصراخ وهدير البحر وزحف الخطوات الضائعة وضرب المجاذيف سطح الموج ...

هل حقا مضى على ذلك كله عشرون سنة؟.

كان العرق يتصبب باردا على جبين سعيد وهو يقود سيارته صاعدا المنحدر . لقد حسب أنتلك الذاكرة لن تعود بهذا الصخب المجنون الذي لم يكن لها إلا لحظات حدوثها. ومن طرفي عينيه نظر الى زوجته : كان وجهها مشدودا أميل الى الاصفرار وكانت عيناها تتدفقان بالدموع ، لا ريب أنها – قال لنفسه – تستعيد خطواتها ذلك اليوم ذاته ، حين كان هو أقرب ما يكون الى البحر ، وكانت هي أقرب ما تكون الى الجبل ، وبينهما يمد الرعب والضياع خيوطهما غير المرئية ، فوق مستنقع من الصراخ والخوف والمجهول .

كانت-كما قالت له أكثر من مرة في السنوات الماضية – تفكر به . وحين دوى الرصاص وانطلق الناس يقولون أن الانكليز واليهود أخذوا يكتسحون حيفا ، راودها خوف يائس.

كانت تفكر به ، عندما جاءت أصوات الحرب من وسط المدينة حيث تعرف أنه هناك . وكانت تشعر أنها أكثر أمنا ، فالتزمت البيت فترة، وحين طال غيابه ، هرعت الى الطريق دون أن تدري على وجه التحديد ما الذي كانت تريده . في البدء كانت تطل من الشباك ، ومن الشرفة . وكأنها شعرت الآن أن الأمر قد تغير تماما ، إذ بدأت النار تنهمر بغزارة ، بدءا من الظهر ، من التلال الواقعة فوق الحليصا . وأحست أنها محاصرة كليا ، وعندها فقط اخذت تعدو نازلة الدرج ، واندفعت على طول الطريق نحو الشارع الرئيسي، وكان استعجالها لرؤيته قادما يختصر خوفها عليه وقلقها من المصير المجهول الذي كان يحمل ألف احتمال مع كل رصاصة تطلق . وحين وصلت الى أول الطريق أخذت تراقب السيارات المندفعه بسرعة ، وقادتها خطواتها من سياره الى أخرى ، ومن رجل الى آخر ، تسأل دون أن تحصل على جواب. وفجأه رأت نفسها في موج الناس ، يدفعونها ، وهم يندفعون من شتى أرجاء المدينة ، في سيلهم العرم الجبار الذي لا يمكن رده ، كانها محمولة على نهر متدفق مثل عود من القش.

كم مضى من الوقت قبل أن تتذكر أن خلدون الطفل ما زال في سريره في الحليصا؟

ليست تتذكر تماما ، ولكنها تعرف أن قوة لا تصدق سمرتها في الأرض ، فيما أخذالسيل الذي لا ينتهي من الناس يمر حولها ويتدافع على جانبي كتفيها وكأنها شجرة انبثقت فجأة في مجرى سيل هائل من الماء ، وارتدت هي الأخرى تدافع ذلك السيل بكل قوتها . وأمام عجزها وتعبها أخذت تصرخ بكل ما في حنجرتها من قوة . ولم تكن كلماتها الطائرة في ذلك الزحام الذي لا ينتهي لتصل الى أي أذن . لقد رددت كلمة " خلدون" ألف مرة ، مليون مرة، وظلت شهورا بعد ذلك تحمل في فمها صوتا مبحوحا مجروحا لا يكاد يسمع . وظلت كلمة " خلدون " نقطة واحدة لا غير ، تعوم ضائعة وسط ذلك التدفق اللانهائي من الاصوات والأسماء.

وكانت على وشك السقوط وسط الأقدام حين سمعت كمن يحلم صوتا ينبثق من الأرض ، ويناديها باسمها ، وحين رأت وجهه وراءها يتفصد بالعرق والغضب والارهاق أحست ذهول الفاجعه أكثر من أي وقت مضى ، واكتسحها حزن يشبه الطعنة التي ملأتها بطاقة من العزم لا حدود لها ، وقررت أن تعود بأي ثمن . ولربما أحست بأنها لن تستطيع الى الأبد النظر الى عيني سعيد ، او تركه يلمسها . وفي أعماقها شعرت أنها على وشك أن تفقد الاثنين معا : سعيد وخلدون ... فمضت تشق طريقها بكل ما في ذراعيها من قوة وسط الغاب الذي كان يسد في وجهها طريق العودة ، محاولة في الوقت نفسه أن تضيع سعيد ، الذي أخذ –دون أن يعي- ينادي صفية تارة ، وينادي خلدون تارة أخرى...

هلى مضت أجيال وأزمنة قبل أن تحس بكفيه القويتين المتيبستين تشدان على ذراعيها؟

وفجأة نظرت في عينيه ، وأحست بشيء يشبه الشلل يسقطها على كتفه لخرقة بالية لا قيمة لها ، وحولهما مضت سيول البشر تتقاذفهما من جهة الى أخرى ، وتدفعهما أمامها نحو الشاطئ ، ولكنهما لم يكونا ، بعد ، قادرين على الإحساس بأي شيء ، وفقط حين عومهما الرذاذ المتطاير من تحت خشب المجاديف ، ونظر الى الشاطئ حيث كانت حيفا تغيم وراء غبش المساء وغبش الدموع ....


طوال الطريق ، من رام الله الى القدس الى حيفا ظل يتحدث عن كل شيء ، لم يكف قط عن الحديث ، ولكنه حين وصل الى أول " بيت غاليم" ربط الصمت لسانه . وها هو الآن في " الحليصة " ، يسمع أصوات عجلات سيارته تسير مثلما كانت دائما . وكان النبض الصعب لقلبه المتوثب يضيعه بين الفينة والأخرى لقد تضاءلت عشرون سنة من الغياب ، وها هي الأمور تعود فجأة عودة لا تصدق ، وراء ظهر العقل والمنطق ... تراه عما يبحث؟

قبل أسبوع قالت له صفية ، وهما في منزلهما في رام الله :
-" إنهم يذهبون الى كل مكان ، ألا نذهب الى حيفا ؟ " .

وكان ، عندها ، يتناول عشاءه ، ورأى يده تقف تلقائيا بين الصحن وبين فمه . ونظر نحوها بعد برهة فرآها تستدير ، كي لا يقرأ شيئا في عينيها ، ثم قال لها :
-" نذهب الى حيفا ... لماذا؟".

وجاءه صوتها خافتا :
-" نرى بيتنا هناك . فقط نراه ".

وأعاد لقمته الى الصحن وقام فوقف أمامها . كان رأسها يتكىء على صدرها كمن يريد أن يعترف بذنب غير متوقع . فوضع أصابعه تحت ذقنها فإذا بعينيها تنضحان بدموع غزيرة ، فسألها بحنو:
-" صفية ... بماذا تفكرين ؟".

وهزت رأسها موافقة دون أن تقول شيئا ، فقد عرفت أنه يعرف ، وربما كان هو الآخر يفكر طوال الوقت بذلك وينتظرها أن تبادئ كي لا تشعر بأنها –كما كانت تشعر دائما- هي التي ارتكبت تلك الفجيعه التي شجرت في قلبيهما معا ، فهمس بصوت مبحوح :
-" خلدون؟". [/
نسيم الفجر
نسيم الفجر
admain
admain

الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا OZ355950
عدد الرسائل : 6502
العمر : 41
الموقع : منتديات فلسطين في القلب
السٌّمعَة : 0
نقاط : 193261
تاريخ التسجيل : 23/10/2007

https://plfp.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا Empty رد: الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا

مُساهمة من طرف عاشق الرومانسيه 04/11/07, 06:39 pm

شكرا اكرم علي الموضوع الرائع جدا اعتبرني من المتابعين
عاشق الرومانسيه
عاشق الرومانسيه
عضو متميز
عضو متميز

عدد الرسائل : 744
السٌّمعَة : -1
نقاط : 187701
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا Empty رد: الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا

مُساهمة من طرف سحر العيون 05/11/07, 03:44 pm

يسلمو اعتبرني من المتابعين
سحر العيون
سحر العيون
الاداره العامه
الاداره العامه

الحلقه الثايه من مسرحيه عائدالي حيفا 7Sm54750
عدد الرسائل : 271
العمر : 35
السٌّمعَة : 0
نقاط : 187216
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى