أمهات.. بين مطرقة السجن وسندان الحرمان من رؤية الأولاد

من طرف روح فلسطين 23/03/10, 09:16 pm

تستقبل الأم الفلسطينية اليوم الذي خصَّصه العالم
لتكريم الأم بمرارةٍ وحزنٍ؛ "فهو يأخذ في حياتها شكلاً آخر، يترجم لحظات
الألم التي تعيشها من جرَّاء فقدان زوج أو ابن أو أخ؛ فبدل التوجُّه إلى
الاحتفال فإن أمهات فلسطين في هذا اليوم يتوجَّهن إلى المقابر وإلى
السجون، وكلٌّ منهن تقاوم حزنها؛ لكون ابنها شهيدًا أو جريحًا أو أسيرًا
يتحدَّى السجان بقوة إرادته".

وقالت وزارة
شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها بمناسبة يوم الأم الذي يصادف الحادي
والعشرين من آذار (مارس) من كل عام- إنه "في الوقت الذي يفتقد الآلاف من
أمهات فلسطين أبناءهن الذين سقطوا شهداء على طريق تحرير الوطن، فإن هناك
25 من الأولاد يفتقدون في هذا اليوم أمهاتهن اللواتي تم تغييبهن قسرًا
وراء القضبان وفي عتمات الزنازين الرطبة البائسة، والعديد منهم لا يستطيع
أن يزور أمه، ولفترات طويلة، وإذا استطاع زيارتها لا يتمكن من احتضانها
وتقبيلها، أو حتى الحديث معها بشكلٍ واضحٍ؛ نظرًا للحواجز الكثيرة التي
تضعها إدارة السجون على شبابيك الزيارة للأسيرات والأسرى.

وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة أن
الاحتلال يعتقل في سجونه 37 أسيرة؛ بينهن 6 أمهات، ولديهن 25 من الأولاد؛
يعشن بين مرارة السجن وظروفه القاسية من جهة، وحرمانهن من الأولاد من جهة
أخرى، خاصة في ظل وجود الوالد في السجن أيضًا، وحرمان بعضهن من الزيارة
وعدم رؤيتهن أولادهن منذ فترة طويلة.
ولفت إلى أن
من بين هؤلاء الأسيرات لطيفة أبو ذراع، والتي ينتظر أبناؤها السبعة بفارغ
الصبر تحرُّر والدتهم، خاصة أن والدهم يعيش في الأردن، وهم في رعاية
جدتهم منذ اعتقالها.

الأسيرات الأمهات

وأشار
الأشقر إلى أن الأسيرات الأمهات في سجون الاحتلال هن: الأسيرة ابتسام عبد
الحافظ فايز عيساوي من القدس المحكوم عليها بالسجن لمدة 14 عامًا،
والمعتقلة منذ (4-11-2001م)، ولديها 6 من الأولاد، والأسيرة قاهرة سعيد
علي السعدي من جنين، والمحكوم عليها بالسجن المؤبد 3 مرات إضافة إلى 30
عامًا، وهي معتقلة منذ (17-5-2002م)، ولديها 4 من الأولاد، والأسيرة إيمان
محمد حسن غزاوي من طولكرم والمحكوم عليها بالسجن لمدة (13 عامًا)،
والمعتقلة منذ (8-3-2001م)، ولديها طفلان؛ هما: سماح (13 عامًا)، وجهاد
(12 عامًا)، ويعيشان مع جدتهما؛ حيث إن والدهما الأسير شاهر بركات عشة
محكوم عليه بالسجن 20 عامًا.

إضافة إلى الأسيرة إيرينا بولي شوك سراحنة، من بيت لحم، وهي معتقلة منذ
(23-5-2008م)، ومحكوم عليها بالسجن لمدة 20 عامًا، ولديها اثنان من
الأولاد؛ وهما: غزالة وياسمين، وزوجها معتقل ومحكوم عليه بالسجن المؤبد،
وإحدى بنتَيْها تعيش مع جدتها في فلسطين، والأخرى تعيش مع جدتها في روسيا؛
حيث إنها مواطنة روسية أسلمت وتزوَّجت إبراهيم سراحنة، والأسيرة لطيفة
محمد محمود أبو ذراع من طولكرم والمعتقلة منذ (10-12-2003م)، والمحكوم
عليها بالسجن لمدة 25 عامًا، ولديها 7 من الأولاد يعيشون مع جدتهم؛ حيث إن
والدهم يعيش في الأردن، والأسيرة منتهى الطويل زوجة رئيس بلدية البيرة،
التي اعتقلت منذ شهرين من منزلها، وتخضع للاعتقال الإداري، وهي أم لأربعة
أولاد.

الأسيرات ويوم الأم

وقال الأشقر
إن عيد الأم يمرُّ على الأسيرات الفلسطينيات الأمهات وهن لا يزلن يعانين
قهر الأسر وظلم السجان؛ ففي الوقت الذي تحتفل فيه جميع أمهات العالم بيوم
الأم، ويتقبَّلن التهاني والهدايا من أولادهن، تعيش الأم الفلسطينية
الأسيرة مع الحزن والألم والدموع وتحلم بيوم تتحرَّر فيه وتحتفل بهذا
اليوم مع أولادها وهي تحتضنهم وتتقبَّل منهم الورود في هذه المناسبة.

وتابع:
"تعاني الأسيرات الأمهات حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد والتوتُّر
والتفكير المستمر في أحوال أولادهن وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم،
والأكثر قسوة بالنسبة للأسيرة الأم هو عندما يكون زوجها أسيرًا أيضًا؛ حيث
يعيش أطفالهما دون رعاية".
وأضاف "حياة
الأسيرات داخل السجون والمعتقلات "الإسرائيلية" مليئة بالمضايقات
والاستفزازات، والحرمان حتى من الزيارة والعلاج والتعليم؛ حيث لا تزال
إدارة السجون مستمرة في المماطلة بالسماح للأسيرات بالدراسة داخل السجن،
وتحرم المريضات منهن من العلاج والرعاية، ويُعاقَبن بالعزل الانفرادي؛ حيث
لا تزال الأسيرة وفاء البس معزولة بين الجنائيات في سجن الرملة، ومدَّد
لها الاحتلال العزل لمدة 3 شهور جديدة".

أمهات مرضى

وأشار
الأشقر إلى وجود عدد من الأسيرات الأمهات يعانين من أمراض مختلفة، ولا
تتوفر لهن الرعاية الطبية الكافية؛ حيث تتعمَّد إدارة السجن ممارسة سياسة
الإهمال الطبي للأسيرات، واللاتي من بينهن الأسيرة لطيفة أبو ذراع (46
عامًا)، وهي أم لسبعة أطفال، وموجودة في سجن تلموند، وتعاني من وجود ألياف
في الرحم وتخثُّر في الدم، وتحتاج إلى عملية في الرحم، وطالبت أكثر من
مرة إدارة السجن بعرضها على طبيب مختص للاطلاع على حالتها وعمل الفحوصات
اللازمة لها، إلا أن إدارة السجن كانت تقابل دعوتها بالرفض؛ ما يعرِّض
حياة الأسيرة للخطر.
وكذلك الأسيرة قاهرة السعدي
من مخيم جنين، والمحكوم عليها بالمؤبد و30 عامًا؛ حيث تعاني من مرضٍ
بالعينين والأسنان و"ديسك" بالظهر، وهي أم لأربعة أطفال، والأسيرة إيمان
غزاوي التي تعاني من ضيقٍ في التنفُّس وأوجاع وآلام في الرأس والمعدة،
ووجع في المفاصل نتيجة ظروف السجن القاسية والإهمال الطبي المتعمَّد،
ونتيجة التحقيق الذي تعرَّضت له عند اعتقالها لمدة شهرين كاملين في عزل
الرملة.
وناشدت وزارة الأسرى المؤسَّسات الحقوقية
والإنسانية، وخاصة المعنية بشؤون المرأة، التدخُّل والضغط على الاحتلال،
لإطلاق سراح الأسيرات أو على الأقل تحسين شروط حياتهن، وعلاج المرضى منهن،
والسماح لهن بإكمال دراستهن، وزيارة أولادهن واحتضانهن؛ لأن هذا له تأثير
إيجابي في نفسيات الأسيرات الأمهات.

من طرف **نسيم الفجر** 25/03/10, 08:09 am

الطلم مش حيدوم لابد ان ينتهي الظلم

أمهات.. بين مطرقة السجن وسندان الحرمان من رؤية الأولاد

أمهات.. بين مطرقة السجن وسندان الحرمان من رؤية الأولاد

رد: أمهات.. بين مطرقة السجن وسندان الحرمان من رؤية الأولاد