لا تبع الحب
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لا تبع الحب
وقف جان في المحطة مزهوّا ببدلته العسكرية الأنيقة، و راح يراقب وجوه الناس و هم ينحدرون من القطار واحدا بعد الآخر.
كان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط.
قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين.
لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهرا، كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتابا و راح يقلب صفحاته.
لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة.
أدرك من خلال القراءة بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق، و شعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب.
ذهب إلى البيت و راح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف، كتب لها و منذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة و توطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها.
خلال تلك المدة، أستدعي للخدمة و غادر أمريكا متوجها إلى إحدى القواعد العسكرية التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية.
بعد غياب دام عاما، عاد إلى فلوريدا و استأنف علاقته بتلك السيدة التي اكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر و توقع أن تكون في غاية الجمال.
اتفقا على موعد لتزوره، و بناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته.
شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياما، و راح يمعن في كل وجه على حدة.
لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة و شعرها الأشقر الجميل، و قال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها!
شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله، لكنه استجمع قواه و اقترب بضع خطوات باتجاهها مبتسما و ملوحا بيده.
كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه و تجاوزته، و لاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها، امتد الشيب ليغطي معظم رأسها و قد وضعت وردة حمراء على صدرها، تماما كما وعدته حبيبته أن تفعل.
شعر بخيبة أمل كبيرة: "يا إلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من عام، لأفاجئ بإمرأة بعمر أمي و قد كذبت عليّ"
أخفى مشاعره و قرر في ثوان أن يكون لطيفا، لأنها و لمدة أكثر من عام ـ و بينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حيا.
استجمع قواه، حياها بأدب و مدّ يده مصافحا: أهلا، أنا الضابط جان و أتوقع بأنك السيدة مينال !
قال يحدث نفسه: "إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"!، ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة: "تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معا"
فردت: يابني، أنا لست السيدة مينال، و لا أعرف شيئا عما بينكما. ثم تابعت تقول:
قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة التي كانت ترتدي معطفا أخضر و مرت بقربك منذ لحظات، و أعطتني وردة حمراء و قالت: سيقابلك شخص في المحطة و سيظن بأنك أنا. إن كان لطيفا معك و دعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم، و إن لم يدعوك اتركيه و شأنه .
عانقها شاكرا و ركض باتجاه المطعم!
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا و طيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، و ليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية و مدى التزامنا بالعرف الأخلاقي.
ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته، و لم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها، و مع ذلك لم يخرج عن أدبه، بل ظل محتفظا برباطة جأشه. تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حيا و متفائلا خلال الحرب، و حاول في لحظة أن يتناسى غشها، فكان لطيفا و دعاها إلى تناول الغداء.
هناك مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم.0
كان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط.
قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين.
لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهرا، كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتابا و راح يقلب صفحاته.
لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة.
أدرك من خلال القراءة بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق، و شعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب.
ذهب إلى البيت و راح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف، كتب لها و منذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة و توطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها.
خلال تلك المدة، أستدعي للخدمة و غادر أمريكا متوجها إلى إحدى القواعد العسكرية التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية.
بعد غياب دام عاما، عاد إلى فلوريدا و استأنف علاقته بتلك السيدة التي اكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر و توقع أن تكون في غاية الجمال.
اتفقا على موعد لتزوره، و بناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته.
شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياما، و راح يمعن في كل وجه على حدة.
لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة و شعرها الأشقر الجميل، و قال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها!
شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله، لكنه استجمع قواه و اقترب بضع خطوات باتجاهها مبتسما و ملوحا بيده.
كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه و تجاوزته، و لاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها، امتد الشيب ليغطي معظم رأسها و قد وضعت وردة حمراء على صدرها، تماما كما وعدته حبيبته أن تفعل.
شعر بخيبة أمل كبيرة: "يا إلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من عام، لأفاجئ بإمرأة بعمر أمي و قد كذبت عليّ"
أخفى مشاعره و قرر في ثوان أن يكون لطيفا، لأنها و لمدة أكثر من عام ـ و بينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حيا.
استجمع قواه، حياها بأدب و مدّ يده مصافحا: أهلا، أنا الضابط جان و أتوقع بأنك السيدة مينال !
قال يحدث نفسه: "إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"!، ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة: "تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معا"
فردت: يابني، أنا لست السيدة مينال، و لا أعرف شيئا عما بينكما. ثم تابعت تقول:
قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة التي كانت ترتدي معطفا أخضر و مرت بقربك منذ لحظات، و أعطتني وردة حمراء و قالت: سيقابلك شخص في المحطة و سيظن بأنك أنا. إن كان لطيفا معك و دعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم، و إن لم يدعوك اتركيه و شأنه .
عانقها شاكرا و ركض باتجاه المطعم!
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا و طيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، و ليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية و مدى التزامنا بالعرف الأخلاقي.
ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته، و لم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها، و مع ذلك لم يخرج عن أدبه، بل ظل محتفظا برباطة جأشه. تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حيا و متفائلا خلال الحرب، و حاول في لحظة أن يتناسى غشها، فكان لطيفا و دعاها إلى تناول الغداء.
هناك مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم.0
رد: لا تبع الحب
مشكوووووووووورة حبيبتي علي ما قدمت يداكي
جزيت كل الخير
جزيت كل الخير
زهرة الربيع- عضو جديد
- عدد الرسائل : 1145
العمر : 35
السٌّمعَة : 0
نقاط : 159861
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
مواضيع مماثلة
» مالذي يميز الحب الحقيقي عن الحب الزائف ؟؟؟ ممممممممممممممn
» هل الحب الثانى يمحى الحب الاول؟؟
» اجمل قصص الحب والاخلاص في الحب
» جنون الحب ! { الحب جنون = جنووون
» قصص الحب....
» هل الحب الثانى يمحى الحب الاول؟؟
» اجمل قصص الحب والاخلاص في الحب
» جنون الحب ! { الحب جنون = جنووون
» قصص الحب....
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
21/07/22, 05:59 am من طرف نسيم الفجر
» سيرياتوك |syriatalk| بديل |syriamoon|سيرياتالك syriatalk.red
04/02/17, 10:16 pm من طرف سيرياتوك
» صور من غزه من تصويري رقم 7
08/01/17, 07:15 am من طرف نسيم الفجر
» Building-Operational-Excellence-in-the-Process-Industry
31/07/16, 11:42 am من طرف مركز التدريب
» Supply-Chain:-Concept,-Solution-&-Application
27/07/16, 01:35 pm من طرف مركز التدريب
» Planning-and-Managing-PR-Campaigns-MBA
19/07/16, 10:06 am من طرف مركز التدريب
» Business-Brain-Train-The-Whole-Brain-Approach-To-Business-Ef
18/07/16, 01:21 pm من طرف مركز التدريب
» مدراء المكاتب والسكرتارية التنفيذية باستخدام الحاسوب
17/07/16, 11:47 am من طرف مركز التدريب
» استخدام التحليل الرباعي في الادارة الاستراتيجية
16/07/16, 12:34 pm من طرف مركز التدريب
» تطوير وتنمية مهارات التنسيق الإداري
13/07/16, 12:15 pm من طرف مركز التدريب
» Supply_Chain:_Concept,_Solution_&_Application
05/07/16, 11:20 am من طرف مركز التدريب
» Building_Operational_Excellence_in_the_Process_Industry
03/07/16, 10:42 am من طرف مركز التدريب
» Effective_Project_Management
02/07/16, 11:25 am من طرف مركز التدريب
» Supporting and Troubleshooting Windows 10
26/06/16, 01:10 pm من طرف مركز التدريب
» دورات تدريبية لعام 2016 مقدمة من مركز الجودة لاوروبية
22/06/16, 12:05 pm من طرف مركز التدريب