العشره المبشرين بالجنه

من طرف **هدوء ألليل** 29/03/11, 05:16 pm

1- أبو بكر الصديق ( الصديق ) .....9

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوانى و أخواتى فى الله الأعزاء الكرام
إستكمالا لما بدأناه فى الحلقة السابقة نعود لصفحات الكتاب

أبو بكر الصديق و الخلافة :
توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم دون أن يحدد خليفة للمسلمين و ذلك ليتولى المسلمون مسؤولية تحديد ولى الأمر من جيل الى جيل .
و لكن الباحث فى التاريخ الإسلامى يحس أن الرسول صلى الله عليه و سلم أعطى تلميحات تشير الى أفضلية أبى بكر فكأنه يوصى بإختياره و لو أنه لم يصرح لذلك
فيروى أنه حدث نزاع بين جماعات الأوس و أن الرسول ذهب إليهم ليصلح بينهم و قال لبلال : إذا حضرت الصلاة قبل أن أعود فمر أبا بكر أن يصلى بالناس .
و يروى كذلك أنه عليه الصلاة و السلام لما إشتد به المرض أمر أن يصلى أبو بكر بالناس بدلا منه و قد أحست عائشة رضى الله عنها أن أباها سيهاب هذا الموقف و سيحزنه تخلف الرسول عن إمامته للناس فإقترحت على الرسول أن يأمر عمر بأن يؤم الناس و لكن الرسول كرر قولته : مروا أبا بكر أن يصلى بالناس و قد كرر ذلك ثلاث مرات مما يؤكد على إصرار الرسول على أن تكون إمامة الصلاة لأبى بكر .....و قد أعتبر ذلك تلميحا بفضل ابى بكر و لذلك نجد عمر عندما إختلفت الآراء حول تعيين الخليفة يقول لبى بكر : ألم يأمر النبى بأن تصلى أنت يا أبا بكر بالمسلمين ؟....فأنت الخليفة و نحن نبايعك فنبايع لدنيانا من إرتضاه الرسول صلى الله عليه و سلم لديننا .
و فى البخارى أن إمرأة أتت النبى صلى الله عليه و سلم فى أمر فقضى لها فيه و طلب منها أن تعود إليه بعد ذلك ليتحقق مما حدث لها فقالت له : ماذا لو جئت فلم أجدك ؟؟ فقال صلى الله عليه و سلم : إن لم تجدينى فأتى أبا بكر ( متفق عليه )
و لهذه المواقف و غيرها رجحت كفة أبى بكر ليكون الخليفة الأول للمسلمين و بخاصة أنه كان أسن الصحابة ( أكبرهم سنا )و أسبقهم للإسلام و لصحبته للرسول فى الغار و لأن أكثر السابقين الأولين دخلوا الإسلام على يديه .
و عندما قال أبو بكر للمجتمعين بالسقيفة : هذا عمر و هذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا ... فقال عمر : لا ...و الله لا نتولى هذا الأمر عليك فأنت افضل المهاجرين و ثانى إثنين إذ هما فى الغار و خليفة رسول الله فى الصلاة فمن ذا الذى يتقدمك أو يتولى هذا الأمر عليك ؟؟.
الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله
و هنا أتذكر قول أقوام لا يعرفون عن الدين إلا الطعن فى الأصحاب رضى الله عنهم بل و ينسبون لآل البيت ما لا يليق بهم من كلمات و أفعال
و لست أدرى لماذا ينكرون على سيدنا أبو بكر رضى الله عنه أحقيته فى الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
هل الدين هو سعى للمناصب فقط
هل الدين بغض و كراهية فقط لمن وقف بجوار رسول الله صلى الله عليه و سلم يزود عن حما الإسلام
هل الدين سباب و شتائم
أهذا ديننا
إن الدين الحنيف الذى أنزله رب العالمين على قلب حبيبنا صلى الله عليه و سلم النبى الأمين أبدا لمن يكن الغرض منه التملك فى الدنيا و أبدا لم تكن المناصب شيئا يسعى إليه من يبتغى الدار الآخرة
بل المناصب تكليف من الأمة لمن يرون أنه يستطيع أن يعبر بها الى بر الأمان و يحافظ على بيضة الإسلام
و لست أدرى مع كل تلميحات الرسول صلى الله عليه و سلم للمسلمين بأن أبو بكر رضى الله عنه هو المنوط به الخلافة يأتى من ينكر كل هذا و يذهب فى دهليز الخرافات و الخزعبلات التى لا تأتى بخير على أصحابها
و إنى أتعجب فعلا
أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحكم حكم الملوك الذى يورث للأقارب فقط دون عامة الشعب ؟؟
أقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما نصه أو معناه أن الحكم لابد و أن يبقى فى آل البيت أو نزلت فى القرآن الكريم توصية بهذا ؟؟
أبدا لم يحدث
بل أرادت الحكمة الربانية أن يتم تداول السلطة بين المسلمين حتى يعلم كل فرد من أفراد الأمة أنه مسؤول عن هذا الدين يزود عن حماه و يحكم بشرع الله فيما ولاه الله عز و جل
فالرجل فى بيته لابد و أن يقيم شرع الله و يتعود على الإنصاف بين أفراد عائلته تحسبا لأن يكون الجرل خليفة للمسلمين يوما ما
و هكذا الموظف و التاجر و الصانع و القاضى
لو كانت الخلافة فى بيت واحد لظن كل من لا ينتسب الى هذا البيت أنه لا عتب عليه و لا لوم و لا حساب لو قصر
لا أرى أنى أستطيع أن أزيد فى موضوع هو من المسلمات فى نظر كل موحد بالله عز و جل
لهذا سأتوقف هنا حتى لا أطيل

و سأنتظركم كعادتى على الرابط التالى