النص الكلمة لمهرجان إحياء ذكرى الشهيد أبو علي بغزة

النص الكامل لكلمة د.هاني ابن الرفيق الشهيد أبو علي في مهرجان إحياء ذكرى الشهيد أبو علي بغزةالأخوة والأخوات..

الرفيقات والرفاق...

الحضور الكريم...

أهلنا في فلسطين .. أهلنا في غزة.. غزة الصمود والتحدي. غزة جيفارا وأحمد ياسين..

إنه لشرف عظيم لي ولعائلة الشهيد أبو علي مصطفى أن نتخاطب مع أهلنا في فلسطين الحبيبة وفي غزة المحاصرة، والتي يسطر شعبها كل يوم سطراً جديداً في ملحمة المقاومة وفي ملحمة الصمود والدم والتحرير.. في هذا الوقت من كل عام نحيي ذكرى استشهاد الرفيق والأب أبو علي مصطفى فالشهداء هم أكثر الناس حباً للحرية والحياة.. ولا يستهدف الصهاينة الجسد منهم بل يستهدفون الحرية التي يسعون إليها وبينما نغرق في الحزن على شهدائنا .. يحتفل الصهاينة بكل عمليات اغتيال ينفذونها .. هذا وإن دل إنما يدل على استحالة السلام مع هذا العدو..

في مثل هذه المناسبة هنالك الكثير والكثير ليقال عن مناقب الشهيد أبو علي مصطفى.. من نظافة اليد وعفة اللسان واستقامة السلوك.. هنالك الكثير ليقال عن بداية هذا الرجل.. وانخراطه المبكر في العمل السياسي والعسكري منذ نعومة أظفاره.. ومع الرعيل الأول والمؤسس لحركة القوميين العرب وحركة النضال الوطني الفلسطيني الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد ورفاقهم من القوميين العرب كأحمد الخطيب، وهاني الهندي وباسل الكبيسي.. وتدرجه في سلم العمل الوطني حتى يصبح من قادته وفي صفوفه الأولى. . هنالك الكثير ليقال عن سيرة النضال الطويلة بكل محطاتها ابتداء من الضفة الغربية مروراً بالأردن ثم إلى سوريا ولبنان وانتهاءً برام الله حيث أبى إلا أن يكون شهيداً على أرض فلسطين.. هنالك الكثير ليقال عن سنوات الاعتقال وسنوات التثقيف الذاتي ..إلخ.. ولكن لو كان أبو علي حياً إلى يومنا هذا فماذا عساه ليقول؟.. كان أبو علي ليقول آن الأوان لكي نجمع أمرنا على مشروع وطني فلسطيني موحد يضع المقاومة على رأس سلم أولوياته. فبدون مشروع موحد تلتف من حوله القوى والقيادة الوطنية الفلسطينية. وتلتف من حوله الجماهير الفلسطينية. وتتفق فيه على العناوين الرئيسية للصراع مع العدو الصهيوني. وفي ظل غياب دعم عربي حقيقي سيبقى المشروع الوطني الفلسطيني في حالة أزمة وتخبط.. إن الصهاينة الذي جاءوا من كافة أصقاع الأرض وهم لا يشتركون لا باللغة ولا بالثقافة ولا بالعادات والتقاليد. ولا بالتاريخ والجغرافيا وأحياناً لا يشتركون بالديانة أيضاً هؤلاء الصهاينة يجمعون عموماً على موضوع سحق الشعب الفلسطيني وطرده وإذلاله واغتصاب أرضه وكذلك يجمعون على تهويد القدس وابتلاع الأرض بالمستوطنات التي تتوسع يوماً بعد يوم.. بينما يعاني مشروع النضال الوطني الفلسطيني من ضياع لبوصلة الصراع وانقسام الخندق الواحد إلى خنادق.. كان أبو علي مصطفى ليقول أما آن الأوان لردم كل خلافاتنا فلا تجعلوا منها جسراً تمر من فوقه الدبابات الإسرائيلية لتسحق حلم الدولة والاستقلال والسيادة وحق العودة.. فمهما اختلف الأخ مع الأخ. لابد في نهاية المطاف أن نضع اليد باليد وأن نعيد عقرب البوصلة إلى مكانه الصحيح.. كان أبو علي مصطفى ليقول آن الأوان لوقف مشروع المفاوضات العبثي .. مفاوضات مع محتل لا يفهم سوى لغة القوة.. ولا يعرف سوى وحشية السلاح.. فلا تدفنوا خياراتنا الخيار تلو الآخر وتبقوا على خيار واحد ألا وهو الجلوس على طاولة المفاوضات وتقديم التنازلات المجانية بينما يسير المشروع الصهيوني من تهويد للقدس واغتصاب للأرض وتوسيع للمستوطنات وبناء جديد منها على قدم وساق..

وللأسف اتخذ مؤخراً قرارا سياسيا برام الله بالعودة لطاولة المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني.. ومرة أخرى بدون مرجعية واضحة.. بدون شروط.. وبدون وقف للاستيطان.. ألم تكن كل هذه السنين كافية لكي يدرك المفاوض الفلسطيني عقم هذا المشروع التفاوضي؟ بلا لقد كانت كافية وأكثر من كافية ولكن من يختار التفاوض كإستراتيجية لا بديل عنها، لابد له أن ينخرط بين الحين ولآخر سواء بعلم أو بدون علم في مؤامرات ومشاريع تحاك في أروقة الرباعية والبيت الأبيض وبالاتفاق مع العدو الصهيوني . مشاريع ومؤامرات لا تهدف إلا لتصفية القضية الفلسطينية بأبخس الأثمان وضمان الأرض والماء والسلام والحدود والأمن والتطبيع مع الكيان الصهيوني.. كان أبو علي مصطفى ليقول.. لا تنسوا أو تتناسوا ما هو حق لكم ولا تقدموا للمحتل ما هو ملك للشعب الفلسطيني بأكمله.. وليبقى السلاح جاهزاً فوق الأكتاف ولتبقى أصابعكم العشرة جاهزة للضغط على الزناد. ولو بعد حين.. كان أبو علي مصطفى ليقول لا تنسوا الملايين من الفلسطينيين في الشتات ومخيمات اللجوء الذين لا يحلمون سوى بحق العودة وبوطن مستقل.. فلطالما لازمه هذا الهم الوطني إلى يوم وفاته.. كان أبو علي مصطفى ليقول لا تنسوا أسرانا في سجون الاحتلال فهم يختصرون كل تاريخ المقاومة وثورة المظلوم على الظالم وثورة الضحية على الجلاد . يقارعون بأجسادهم المجردة إلا من العزيمة والتحدي أبشع وجوه الاحتلال على الأرض. أسرانا هم خبز هذا الوطن.. وهم ذخيرته التي لا تنفذ.. كان أبو علي مصطفي ليقول لا تجعلوا رحيلنا دونما ثمن. فشعب يقدم غسان كنفاني ووديع حداد وجورج حبش وأبو جهاد وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي وآلاف الآلاف من الشهداء قرباناً على مذبح الحرية.. شعب كهذا لابد له أن ينتصر.. لا تقايضوا كل هذه التضحيات بحلم منقوص عن وطن مجزئ مقطع الأوصال.

وأخيراً كان أبو علي مصطفى ليقول هذه مسيرتنا ابتدأناها حمراء وسننهيها بألوان العلم الفلسطيني هذه أرضنا نحن من زرعناها منذ بداية الخليقة ونحن من سيرويها بدمائنا هذا قدرنا وخلاصة نضالنا. أن نموت لتحيا فلسطين.. أن نموت ليحيا ويبقى الأمل بالحرية... هنيئا لشهداء فلسطين على هذا الشرف العظيم. هنيئاً لشهداء فلسطين الذين يأتون لهذا العالم بسطاء ويخرجون منه عظماء يشحذون بدمهم ولحمهم همم الشهداء ويزيدون من عزمنا على التصدي والصمود ومقاومة الاحتلال حتى تحرير التراب الفلسطيني.. التحية للمقاومة في فلسطين والعراق ولبنان، التحية لأسرانا وعلى رأسهم الرفيق القائد أحمد سعدات. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، الحرية لأسرانا الأبطال، والحرية لفلسطين.. كل فلسطين من النهر إلى البحر..

وشكراً لكم

26/8/2010

يسلمووووووووووو